عدد الزوار

الثلاثاء، 16 فبراير 2010

في رأس «صبري» بقلم/ خالد عبدالعزيز راوح


في رأس «صبري»
خالد عبدالعزيز راوح
خالد عبدالعزيز راوح
إن تعيين الأستاذ عبدالكريم محمود صبري مديراً لتربية تعز بقرار جمهوري جاء في مكانه الصحيح، فالرجل تربوي حتى النخاع ولا أحد في تعز أو المحافظات المجاورة لا يعرفه.. بل إن هناك من يقول: ان تعيينه جاء متأخراً جداً مقارنة بالسنوات التي قضى فيها الرجل جلّ عمره في خدمة التعليم.
إن خبرات صبري الطويلة جعلته يحملُ الكثير والكثير من الخطط والاستراتيجيات الهادفة إلى انتشال تدني التعليم الذي أصاب محافظتنا كما أصاب العديد من المحافظات من حيث ضعف مستوى المدرسين وتسرب الطلاب وتفشي الغش عيني عينك.. وواءات عديدة لو سردناها لوجدنا التعليم مسجلاً (فرار).
نقول في رأس الرجل أشياء كثيرة نعوّل عليه وهو يتربع على كرسي التربية إعادة الأمجاد للتعليم وللمدرسين هيبتهم لإحداث انقلاب أبيض على المتغيرات التي أوصلت هذا الصرح إلى مرحلة من الانحطاط والتدهور.
 إلا أننا نؤمن أن التغيير لا يأتي دفعة واحدة ولا بجرة قلم.. بل يحتاج إلى تريثٍ ودراسة، فالحديث عن نقل المراكز الامتحانية من الريف إلى المدينة والتي بدأنا نسمع عنها سيكون قراراً عشوائياً انطلق من آخر سلم الفوضى وترك باقي السلالم مكسرة دون إعارتها أدنى اهتمام من الإصلاح.
وإذا كان هذا الإجراء الغرض منه مكافحة الغش فلماذا لا يبحث الأسباب التي أدت إلى تفشيه، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل المدينة خالية من الغش حتى نذهب لمكافحته في الريف، وهل هناك دراسة لآثار السلبيات التي يمكن أن تنعكس على طلاب الثانوية عند نقلهم من الريف إلى المدينة، أليس مثل هذا الإجراء سيخلق إرباكاً للطلاب الذين سيقضون يومهم بحثاً عن الطعام والمأوى بعيداً عن الجو الأسري الذي يمثل حجر الزاوية للنجاح والتفوق.
وهل معنى ذلك أن سلطة مكتب التربية محصورة فقط على ثلاث مديريات هي صالة والمظفر والقاهرة ألا يعلم صبري وهو تربوي مخضرم أن الطالب يأتيه الغش طوعاً في طبق من ذهب من قبل المدرسين ليس في الريف وحده ولكن حالات نشاهدها في المدينة مقابل «فرق» الطلاب للمراقبين “حق القات” بعدما وصلت الاعتمادات الخاصة بلجان مراقبة سير العملية الامتحانية إلى ملاليم لاتغطي قيمة علبة سجائر بالسعر الجديد.
إن ما نتمناه على التربية أن تقضي على الغش في مكان تفشيه بدلاً من المناقلة لأنها أصبحت اليوم موضة ففي صنعاء الوزارة تتحدث عن منع تنقل الطلاب إلى المناطق النائية كالجوف ومأرب وفي تعز نتحدث عن نقل الطلاب من الريف إلى المدينة دون أن تضطلع تلك المكاتب بمسئولياتها في القضاء على المشكلة في بؤر انتشارها ولهم في الملاريا “أسوة حسنة”.
  

في الثلاثاء 16 فبراير-شباط 2010 10:23:14 ص

تجد هذا المقال في الجمهورية نتhttp://www.algomhoriah.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:http://www.algomhoriah.net/articles.php?id=17283

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق