عدد الزوار

الخميس، 29 يوليو 2010

الحالمة تصحو.. بشراگم فـــارس مـن تـعـــــز

الحالمة تصحو.. بشراگم فـــارس مـن تـعـــــز
الخميس , 29 يوليو 2010
 صحيفة حديث المدينة-- بقلم عادل سعيد القدسي
ترددت كثيراً قبل أن أباشر في تسطير هذه المادة التي تصافح عقولكم.. وتأخرت!!
بل إني لا أكشف سراً حين أقول أنني عدتُ لبعض الزملاء ذوي العلاقة فيما يخص التناولة.. فنصحني بعضهم بالتريث حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود..
أتكلم هنا عن إدارة التربية والتعليم بمحافظة تعز وعن المدير الجديد للمكتب الأستاذ القدير عبد الكريم محمود.. وأخصُّ بالتناول مسألة (الغش) وما جرى من تفاعلات في الامتحانات النهائية لشهادتي الأساسية والثانوية للعام الدراسي 2009-2010 في إطار محافظة تعز.
وفي أرشيفي الصحفي عديد مقالات تخص مكتب التربية والتعليم بالمحافظة منذ عقدين من الزمان ولو قدر لي جمعها لخرجت بكتاب مستقل...وإذ أفعل ذلك يسوقني أمران: الأمر الأول: إيماني العميق أن التربية والتعليم هي آخر الحصون التي يتوجب صمودها حتى النزع الأخير في معارك الأمة مع الفساد والاستبداد والجهل والتخلف..الأمر الآخر: أن قدري ساقني إلى هذه الساحة بحلوها ومرها.. بخيرها وبشرها..
... مشينا ها خطىً كتبت علينا
ومن كتبت عليه  خطىً مشاها
فصرت واحداً من الأسرة التربوية والتعليمية منذ العام 1984م وحتى ساعتكم هذه.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
عوداً على بدء.. وبعيداً عن أية خلفيات تشكل عائقاً عن التناول الموضوعي والمحايد لما نحن بصدده.. أزعم أنني فوجئت ــ مثلي مثل الكثيرين ــ بالانضباطية العالية التي باشر بها (المدير الجديد) مهامه الإدارية في إدارة المكتب وتسيير أعماله اليومية, بما جعل بعض (الخبثاء) يطنطنون بمقولة أن لكل بداية فورة ولكل قادم نزوة سرعان ما تهدأ وتضمر وتموت.. ثم "تعود حليمة لعادتها القديمة".
لكن الالتفافة الذكية والحركة القوية التي باشر بها الرجل (لوبي الفساد) في داخل مكتب التربية والمديريات.. وفي خارج الساحة التربوية والتعليمية ثم الضربة الخاطفة.. ضربة في مقتل "أثناء الامتحانات" أذهلت الجميع, الخصوم أفقدتهم القدرة على السيطرة وإعادة ترتيب المواقع و"التكتيك" السريع لإحداث تغيير في ساحة المعركة فراحوا يلطمون الخدود ويشقون الجيوب وينادون بالويل والثبور وعظائم الأمور..
بينما كان المحبون.. الشفيقون على الجيل وعلى مستقبل الأبناء يهتفون بالصوت العالي ويرفعون راية النصر والظفر في أول جولة.. وأيديهم على قلوبهم.
لكن الجميع.. الجميع ومن صدمة المفاجأة كانوا لفترة من الزمن أسرى التفسيرات والتحليلات.. وضرب الأخماس بالأسداس.. لماذا جرى.. وما جرى.. يتساءلون.. وحق لهم ذلك.. فعبد الكريم محمود.. في المحصلة فرد واحد.. وهو يعمل ويشتغل في إطار (منظومة) ينتظمها الفساد من مفرق الرأس حتى أطراف القدمين.. ولا يمكنه أن يخرج عن النص المرسوم.. بمثل هذا الخروج (المتمرد) و(العنيف)..ثم إن الرجل كادر حزبي رفيع يتسنم موقعاً قيادياً في الحزب الحاكم.. وجانب من اختلال ساحة التربية والتعليم.. والغش هو المشهد الأخير فيها.. يدار على خلفية حزبية ورسمية.. وبمستويات محترمة يعني المسألة فيها.. وفيها.. ومش العملية (لعب جهال)!!
إذاً.. لماذا خاض الرجل.. الوحيد والأعزل هذه المعركة الطاحنة التي سيخرج منها مجروحاً .. دامياً.. ولستُ مبالغ إن قلت ــ مهزوماً ــ أيضاً.. لا قدر الله
نحن هنا لا نخترق الأستار ولا نؤمن بالأسرار يكفينا هذا المشهد الذي رأيناه رأي العين.. ما عداه لا ولن يهمنا..فهذه المواجهة ــ البطولة ــ تحسب في رصيد الرجل.. نقول "رجل".. ونعني ما نقول.. فلا يفعل ما فعله عبد الكريم محمود.. إلا رجل يملك قلب أسد.. وإرادة بطل.. وروح إنسان.
بدون شك.. نختلف مع الرجل في بعض معالجاته للشأن التربوي والتعليمي وفي أشياء أخرى.. وذلك حقنا المشروع, لكننا هنا ــ وهنا فقط ــ لا نملك إلا أن ننحني إجلالاً واحتراماً وتقديراً لرجل كسر حاجز الصمت.. وأعطى (بوكس) مباغت لمقاولي الغش وسماسرة التربية والتعليم..
لرجل قال كلمته.. وأمضى موقفه.. غير هياب ولا وجل لا ندعي هنا.. أن هذا الموقف البطل.. هذا القرار الشجاع هو الضربة القاضية أو هو البلسم الشافي لأوجاع وأمراض التربية والتعليم.. لا نقول ذلك.. ونكون خارج نطاق الخدمة العقلية إن قلناه فالطريق طويلٌ.. طويلٌ بطول هذا الليل الأليل الذي نحياه.. لكنه خطوة في الطريق الصحيح.. وشمعة في الليل المدلهم.. وبالحتم يتوجب إتباعه بعشرات.. بمئات.. بآلاف الخطوات المدروسة.. المحسوبة.. غير النزقة ولا المرتجلة...وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة.
الأهم.. بعد أن استوعب الجميع الموقف, وبعد أن هدأ أوار المعركة, وانتهت الامتحانات النهائية بما انتهت إليه..الأهم أن يبدأ الرجل ــ إن كتب له الاستمرار في موقعه والثبات في موقفه ــ من لحظة انتهاء آخر يوم امتحاني.. في أقصى قاعة امتحانية بلملمة أفكاره واستجماع خواطره مع الخلص.. الخلص ــ على قلتهم ــ في إدارته مع حشد كل ما قيل وكتب في الصحف والمواقع الإلكترونية ــ سلباً وإيجاباً ــ حول الموقف الأخير.. ثم يتدارس الأمر لبدء عام دراسي صحيح ومعافى وخالٍ من الأمراض المزمنة والمعدية وملقح من كل ميكروبات الفساد.. من البداية.. يتوجب أن تكون البداية.
لسنا نهذي.. هنا.. أو نتهور ونحن نحلق في عالم من الأحلام والرومانسية مع أنه من حقنا ذلك لكننا نعترف.. ولا ننكر أن الفساد أكبر من كل المحاولات والمناوشات التي تترصد له..
القضية ليست بذات السهولة واليسر التي يجري بها مداد هذا القلم ليرسم هذه الخربشات.. العكس صحيح فثمة من الصعوبات والمشكلات والعراقيل ما تهد الجبال الشاهقات.. وتهز الإرادات الشامخات لكن إرادة الإصلاح والخير والتغيير نحو الأفضل والأجمل والأبدع والأروع هي من إرادة الله تعالى.. وإرادة الله غلابة.. شاء من شاء.. وأبى من أبى.
المسألة مسألة وقت ليس إلا.. فصاحب الحس اليقظ, والعزيمة الحية والإرادة التي لا تلين مع (كثير) صبر يمكنه أن يحدث أمراً وأن يصنع أثراً.. حتى لو رآه الرائي قليلاً.. حقيراً.. متواضعاً...ولكم أن تتصوروا لقد قفز منسوب (صيت) عبد الكريم محمود و(سمعته) إلى أعلى مستوياته.. صار حاضراً في كل بيت تعزي.. ساكناً مستوطناً في قلب كل مشفق محب.. وبخلال ثلاثة أسابيع.. لا تزيد.
أستاذنا العزيز عبد الكريم محمود.. مدير إدارة التربية والتعليم بمحافظة تعز.. قدرك أن تأتي في محافظة كبيرة.. في موقع متميز بما تمتلكه المحافظة من رصيد عالٍ وسمعة رصينة.. وقد أخذت موقفاً رائعاً ستذكرك به الأجيال فلا تدع الحاقدين يقولون إنها (بيضة الديك).. ولا تترك للشامتين أن يقولوا مساكين يحسبوا كل يوم عيد ..امضِ على ذات الدرب.. وواصل ذات المشوار..وكل المحبين.. كل المخلصين في السلطة قبل المعارضة.. في الإدارات المختلفة قبل التربية.. من يخالفونك قبل المناصرين سيكونون لك عوناً وسنداً.. لوجه الله تعالى.. لوجه الحق والحقيقة...للمصلحة العامة... لمصلحة الأبناء والبنات ضحايا هذا الواقع البائس.. اليائس الأليم
والله معك.. ومع كل المخلصين.
صحيفة حديث المدينة - h-almadena.net

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق